تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١١ - الصفحة ١٧٣
فقال شريك: علي مثل الذي الذي عليه إن كنت حدثته.
فكأن المهدي رضي، فقال أبو أمية: يا أمير المؤمنين عندك أدهى العرب، إنما يعني مثل الذي علي من الثياب. قل له يحلف كما حلفت.
فقال: احلف.
قال شريك: قد حدثته.
فقال: ويلي على شارب الخمر، يعني الأعمش، وذاك أنه كان يشرب المنصف، ولو علمت موضع قبره أحرقته.
قال شريك: لم يكن يهوديا، كان رجلا صالحا.
قال: بل زنديق.
قال: للزنديق علامات تركه الجماعات، وجلوسه مع القيان، وشربه الخمر.
فقال: والله لأقتلنك.
قال: ابتلاك الله بمهجتي.
قال: أخرجوه.
فأخرج، فجعل الحرس يشققون ثيابه وخرقوا قلنسوته.
قال نصر: فقلت لهم: أبو عبد الله.
قال المهدي: دعمهم.
أحمد بن عثمان بن حليم الأودي: أنا أبي قال: كان شريك القاضي لا يجلس للحكم حتى يتغدى ويشرب أربعة أرطال نبيذا، ثم يصلي ركعتين، ثم يخرج رقعة، فينظر فيها ثم يدعو بالخصوم.
وقيل لابنه عن الرقعة، فأخرجها إلينا فإذا فيها: يا شريك، أذكر الصراط وحدته، يا شريك، أذكر الموقف بين يدي الله تعالى.
قيل إن شريكا دخل على المهدي فقال: لا بد من ثلاث: إما أن تلي
(١٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 178 ... » »»