تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١١ - الصفحة ١٧٠
قال أبو نعيم: سمعت شريكا يقول: قدم عثمان بن عفان يوم قدم وهو أفضل القوم.
وعن شريك قال: لو أدركت عليا لقاتلت معه.
وقال منصور بن أبي مزاحم: سمعت شريكا في مجلس الوزير أبي عبيد الله، وفيه الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وعبد الله بن مصعب الوزبيري، وابن أبي موسى، والأشراف، فتذاكروا النبيذ، فرخص مرخص من العراقيين فيه، وشدد الباقون، فقال شريك: ثنا أبو إسحاق، عن عمرو بن ميمون قال: قال عمر : إنا لنأكل هذه الإبل وليس نقطعها في بطوننا إلا بهذا النبيذ الشديد.
فقال الحسن بن زيد: ما سمعنا بهذا في الملة الأخرة، إن هذا إلا اختلاف.
فقال: أجل، وشغلك الجلوس على الطنافس في صدور المجالس عن استماع هذا وأمثاله.
فلم يجبه الحسن، وأسكت القوم، فتحدثوا بعد النبيذ، وشريك ساكت، فقال له الوزير: حدثنا يا أبا عبد الله بما عندك. فقال كلا. الحديث أعز على أهله من أن يعرض للتكذيب.
فقال بعضهم: شربه سفيان الثوري. فقال قائل: بلغنا أن سفيان تركه.
فقال شريك: أنا رأيته يشرب في بيت خير أهل الكوفة في زمانه، مالك بن مغول.
قال عيسى بن يونس: ما رأيت أحدا أروع في علمه من شريك.
(١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 ... » »»