تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١١ - الصفحة ١٦٠
وعنه قال: كنت صبيا فإذا سمعت أبوي يسبان عليا خرجت عنهما فأبقى جائعا، فإذا أجهدني الجوع) جئت فأكلت. فلما كبرت قليلا قلت الشعر، وخرجت عنهما فتوعداني بالقتل، فأتيت الأمير فكان ما كان من أمري.
وقيل إن المنصور استحضره فقال: أنشدني قولك فينا في القصيدة الميمية التي أولها: أتعرف دارا عفى رسمها، فقال:
* فدع ذا في بني هاشم * فإنك بالله تستعصم * * بني هاشم حبكم قربة * وحبكم خير ما نعلم * * بكم فتح الله باب الهدى * كذاك غدا بكم يختم * * ألام وألقى الأذى فيكم * ألا لا يني فيكم اللوم * * ومالي ذنب يعدونه * سوى أنني بكم مغرم * * وأصبحت عندهم مأثمي * ما أثم فرعون بل أعظم * * فلا زلت عندكم مرتضى * كما أنا عندهم مجرم * * جعلت ثنائي ومدحي لكم * على رغم أنف الذي يرغم * فقال له المنصور: ما أظن إلا أن الله قد أيدك في مدح بني هاشم كما أيد حسان في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان السيد الحميري يرى رأي الكيسانية في رجعة محمد بن الحنفية إلى الدنيا وهو القائل في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وكان السيد الحميري يرى رأي الكيسانية في رجعة محمد بن الحنفية إلى الدنيا، وهو القائل فيه:
* بان الشباب ورق عظمي وانحنى * صدر القناة وشاب مني المفرق * * يا شعب رضوى ما لمن لا يرى * ونبا إليه من الصبابة أولق * * حتى متى وإلى متى وكم المدي * يا ابن الرضى وأنت حي ترزق * * إني لأمل أن أراك فإنني * من أن أراك ولا أراك لأفرق * ويقال: إنه اجتمع بجعفر بن محمد الصادق، فعرفه خطأه، وأنه على ضلالة، فرجع وأناب.
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»