تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٢٤
مستمتع لشيء ولا بلاغ، قال: فراشدا. فخرجت إلى مكة، قال ابنه: فلم تطل أيامه بها حتى مات.
قلت: مات في سنة اثنتين وثمانين ومائة.) وعن يعقوب الوزير قال: كان المهدي لا يحب النبيذ، لكن يتفرج على غلمانه وهم يشربون، فأعظه في سقيهم النبيذ وفي الطرب أقول، ما على ذا استوزرتني، أبعد الصلوات الخمس في الجامع يشرب النبيذ عندك وتسمع السماع فكان يقول: قد سمعت عبد الله بن جعفر، فأقول: ليس هذا من حسناته.
وقال عبد الله بن يعقوب: كان أبي قد ألح على المهدي في حسمه عن السماع حتى ضيق عليه، وكان أبي قد ضجر من الوزارة وتاب ونوى الترك، قال: فكنت أقول للمهدي: والله لخمر أشربه وأتوب، أحب إلي من الوزارة، وإني لأركب إليك، فأتمنى يدا خاطئة تصيبني، فاعفني وول من شئت، فإني أحب أن أسلم عليك وولدي، فلما أتفرغ، وليتني أمور الناس وإعطاء الجند، وليس دنياي عوضا عن آخرتي.
وقال: فكان يقول: اللهم غفرا، اللهم أصلح قلبه.
وقال قائل:
* فدع عنك يعقوب بن داود جانبا * وأقبل على صهباء طيبة النشر * ولما حبسه المهدي عزل أصحابه، وسجن أهل بيته.
(٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 ... » »»