تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٠ - الصفحة ٢٢
* ضاعت خلافتكم يا قوم فاطلبوا * خليفة الله بين الدن والعود * ثم إن موالي المهدي حسدوا يعقوب وسعوا به.
ومما حظي به يعقوب عند المهدي أنه أحضر له الحسن بن إبراهيم بن عبد الله وجمع بينه وبينه بمكة، ودخل في الطاعة، فاستوحش أقارب حسن من صنيع يعقوب، فعلم أنه إن كانت لهم دولة لم يبقوه، وعلم أن المهدي لا ينظره لكثرة السعاة في شأنه، فمال إلى إسحاق بن الفضل الهاشمي، وأقبل يربص له الأمور، وسعوا إلى المهدي حتى قالوا: البلاد في قبضة يعقوب وأصحابه، إنما يكفيه أن يكتب إليهم فيثوروا في يوم واحد على ميعاد، فيملكوا الدنيا، ويستخلف إسحاق بن الفضل، فملأ هذا القول مسامع المهدي.
قال علي بن محمد النوفلي: فذكر لي بعض خدم المهدي أنه كان قائما على رأس المهدي، إذا دخل يعقوب فقال: يا أمير المؤمنين قد عرفت اضطراب مصر، وأمرتني أن ألتمس لها رجلا، وقد أصبته، قال: ومن هو قال: عمك إسحاق بن الفضل، فتغير المهدي، ورأى يعقوب تغيره،) فقام وخرج، وأتبعه المهدي بصره، ثم قال: قتلني الله إن لم أقتلك، ثم رفع رأسه وقال لي: أكتم ويلك هذا.
(٢٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 ... » »»