تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٩ - الصفحة ٣٧٥
رأسي وأخذت عصا أمشي عليها حتى جئت باب ابن عمرو فلما رآني حاجبه قال: ويحك يا أشعب ظلمناك وأنت هكذا فقلت أدخلني على سيدي، فأدخلني، فإذا عنده سالم، فقال لي عبد الله ظلمناك وغضبنا عليك وقد بلغت ما أرى من العلة، فتضاعفت وقلت: يا سيدي كنت عند بعض من أغشاه فأصابني البطن والقيء فما حملت إلى بيتي إلا جنازة فبلغتني علتك فخرجت أدب. قال: فنظر إلي سالم وقال: أشعب قلت: أشعب، قال: ألم تكن عندي آنفا قلت: ومن أين أكون عندك جعلت فداك وأنا أموت، فجعل يمسح عينيه ويقول: ألم تأكل الهريس آنفا قال فأقول: وهل بي أكل جعلت فداك فقال: لا حول ولا قوة إلا بالله، والله إني لأرى الشيطان يتمثل على صورتك ما أرى مجالستك تحل، ووثب ففطن بي عبد الله فقال: مالك أشعب تخدع قال: أصدقني، قلت: بالأمان، قال: نعم، فحدثته، فضحك ضحكا شديدا. ورواها أبو داود السنجي عن الأصمعي عن أشعب.
قال الزبير بن بكار: قيل لأشعب في امرأة يتزوجها، فقال: ابغوني امرأة أتجشأ في وجهها فتشبع، وتأكل فخذ جرادة فتتخم.
وروى أن أمه أسلمته في البزازين فقالت له: ما تعلمت قال: نصف الشغل، قالت: وما هو قال: النشر وبقي الطي.
وقال الزبير: حدثني عمر ومحمد بن الضحاك والموؤلي قالوا: كان زياد نهما على الطعام وكان له جدي في رمضان يوضع بين يديه فلا يمسه
(٣٧٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 370 371 372 373 374 375 376 377 378 379 380 ... » »»