تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٨ - الصفحة ٤٣
إن أردت القضاء فعليك بعبد الملك بن يعلى فهو القاضي، وإن أردت الفتيا فعليك بالحسن فهو معلمي، وإن أردت الصلح فعليك بحميد الطويل وتدري ما يقول لك، يقول لك: دع شيئا من حقك، وإن أردت الخصومة فعليك بصالح السدوسي وتدري ما يقول لك يقول: إجحد ما عليك واستشهد الغيب يعني المسافرين إلى أن يقدموا.
قال المدائني: كان إياس قاضيا قائفا ذكيا استقضاه عمر بن عبد العزيز ثم هرب.
وقال جرير بن عبد الحميد عن مغيرة قال: ولى عدي بن أرطاة الأمير إياسا قضاء البصرة فأبى وقال: بكر بن عبد الله المزني خير مني.
وقال سهل بن يوسف: قال لي إياس: إن هذا قد بعث إلي، فانطلقت معه فدخل على عدي بن أرطأة ثم خرج ومعه حرسي فقال: أبى أن يعفيني فصلى ركعتين ثم قال للحرسي: قدم يعني خصما فما قام حتى قضى سبعين قضية. ثم خرج إياس من البصرة في قضية كانت فاستعمل عدي على القضاء الحسن البصري.
وقال حميد الطويل: لما ولي إياس دخل عليه الحسن وإياس يبكي فقال: ما يبكيك فذكر حديث: القضاة ثلاثة واحد في الجنة واثنان في النار. فقال الحسن: إن فيما قص الله عليك من نبأ داود وسليمان ما يرد قول هؤلاء الناس وقرأ ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما فحمد الله سليمان ولم يذم داود.
وقال خالد الحذاء: قضى إياس بشاهد ويمين المدعي.
(٤٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 ... » »»