تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ٢٥٩
ساعة، ثم قال: والله لا أجمع عليكم عيا ولؤما، من أخذ شاة من السوق، فثمنها علي.
وقد فتح الله على يدي عبد الله فتوحا عظيمة، كما ذكرنا في حدود سنة ثلاثين.
وكان سخيا، شجاعا، وصولا لرحمه، فيه رفق بالرعية، ربما غزا، فيقع الحمل في العسكر، فينزل بنفسه، فيصلحه.
قال ابن سعد: لما قتل عثمان حمل ابن عامر ما في بيت مال البصرة من الأموال، ثم سار إلى مكة، فوافى بها عائشة، وطلحة، والزبير، وهو يريدون الشام فقال: لا، بل ائتوا البصرة، فإن لي بها صنائع، وهي أرض الأموال، وفيها عدد الرجال، فلما كان من أمر وقعة الجمل ما كان، لحق بالشام فنزل بدمشق، وقد قتل ولده عبد الرحمن يوم الجمل، ولم نسمع لعبد الله بذكر في يوم صفين، ثم لما بايع الناس معاوية ولى على البصرة بسر بن أرطأة، ثم عزله، فقال له ابن عامر: إن لي بها ودائع، فإن لم تولينها ذهبت، فولاه البصرة ثلاث سنين.
ومات قبل معاوية بعام، فقال: يرحم الله أبا عبد الرحمن، بمن نفاخر بعده، وبمن نباهي. وقال أبو بكر الهذلي: قال علي رضي الله عنه يوم الجمل: أتدرون من حاربت، حاربت أمجد الناس، وأنجد الناس يعني عبد الله بن عامر، وأشجع الناس، يعني الزبير، وأدهى الناس، يعني طلحة.
(٢٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 254 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 ... » »»