تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٤ - الصفحة ١٢٠
غدر، ولا خير في الغدر، قال: فأخذني ما قرب وما بعد، وقلت: يا رسول الله إنما قتلتهم وأنا على دين قومي، ثم أسلمت حيث دخلت عليك الساعة، قال: فإن الإسلام يجب ما قبله.
قال: وكان قد قتل ثلاثة عشر نفسا، فبلغ ذلك أهل الطائف، فتداعوا للقتال، ثم اصطلحوا، على أن تحمل عروة بن مسعود ثلاث عشرة دية.
قال المغيرة: وأقمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كانت الحديبية سنة ست، فخرجت معه، وكنت أكون مع أبي بكر، وألزم رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن يلزمه، فبعثت قريش عروة بن مسعود في الصلح، فأتاه فكلمه، وجعل يمس لحيته، وأنا قائم على رأسه مقنع في الحديد، فقلت لعروة: كف يدك قبل أن لا تصل إليك، فقال: من هذا يا محمد، فما أفظه وأغلظه فقال: هذا ابن أخيك المغيرة، فقال: يا عدو الله ما غسلت عني سوءتك إلا بالأمس.) روى عنه: بنوه عروة، وحمزة، وعفار، والمسور بن مخرمة، وأبو أمامة، وقيس بن أبي حازم، ومسروق، وأبو وائل، والشعبي، وعروة بن الزبير، وزياد بن علاقة، وغيرهم.
وروى الشعبي، عن المغيرة قال: أنا آخر الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم، لما دفن خرج علي من القبر، فألقيت خاتمي وقلت: يا أبا حسن خاتمي،
(١٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 ... » »»