تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ٣٢٠
عثمان، وبعث إليه بأربعة أخماسه، وضر فسطاطا في موضع القيروان ووفدوا وفدا، فشكوا عبد الله فيما أخذ فقال: أنا نفلته، وذلك إليكم الآن، فإن رضيتم فقد جاز، وإن سخطتم فهو رد، قالوا: إنا نسخطه، قال: فهو رد، وكتب إلى عبد الله برد ذلك واستصلاحهم.
قالوا: فاعزله عنا. فكتب إليه أن استخلف إلى إفريقية رجلا ترضاه واقسم ما نفلتك فإنهم قد سخطوا، فرجع عبد الله بن أبي سرح إلى مصر، وقد فتح الله إفريقية، فما زال أهلها أسمع الناس وأطوعهم إلى زمان هشام بن عبد الملك.
وروى سيف بن عمر، عن أشياخه، أن عثمان أرسل عبد الله بن نافع ابن الحصين، وعبد الله بن نافع الفهري من فورهما ذلك إلى الأندلس، فأتياها من قبل البحر، وكتب عثمان إلى من انتدب إلى الأندلس: أما بعد فإن القسطنطينية إنما تفتح من قبل الأندلس، وإنكم إن افتتحتموها كنتم شركاء في فتحها في الأجر، والسلام. فعن كعب قال: يعبر البحر إلى الأندلس أقوام يفتحونها يعرفون بنورهم يوم القيامة.
قال: فخرجوا إليها فأتوها من برها وبحرها، ففتحها الله على المسلمين، وزاد في سلطان المسلمين مثل أفريقية. ولم يزل أمر الأندلس كأمر أفريقية، حتى أمر هشام فمنع البربر) أرضهم.
(٣٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 313 315 317 318 319 320 321 322 323 324 325 ... » »»