تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣ - الصفحة ١٤٨
ولسعد ذكر في حديث الإفك.
وقد حدث عنه بنوه: قيس، وإسحاق، وابن عباس، وأبو أمامة بن سهل، وسعيد بن المسيب، ولم يدركه.) وقال ابن سعد: أنا محمد بن عمر حدثني محمد بن صالح، عن الزبير بن المنذر بن أبي أسيد الساعدي أن أبا بكر بعث إلى سعد بن عبادة أن أقبل فبايع فقد بايع الناس. فقال: لا والله لا أبايع حتى أراميكم بما في كنانتي وأقاتلكم بمن معي. قال: فقال بشير بن سعد: يا خليفة رسول الله إنه قد أبى ولج وليس بمبايعكم أو يقتل، ولن يقتل حتى يقتل معه ولده وعشيرته، ولن يقتلوا حتى تقتل الخزرج، فلا تحركوه فقد استقام لكم الأمر وليس بضاركم، إنما هو رجل واحد ما ترك. فقبل أبو بكر نصيحة بشير. قال: فلما ولي عمر لقيه ذات يوم فقال له: إيه يا سعد.
فقال: إيه يا عمر. فقال عمر: أنت صاحب ما أنت صاحبه. قال: نعم وقد أفضى إليك هذا الأمر. وكان والله صاحبك أحب إلينا منك، وقد والله أصبحت كارها لجوارك. فقال عمر: إنه من كره جوار جاره تحول عنه، فقال سعد: أما إني غير مستسر بذلك. وأنا متحول إلى جوار من خو خير منك. فلم يلبث أن خرج مهاجرا إلى الشام. فمات بحوران.
قال محمد بن عمر: ثنا حيى بن عبد العزيز بن سعد بن عبادة، عن أبيه قال: توفي سعد بحوران لسنتين ونصف من خلافة عمر. قال محمد بن عمر: كأنه مات سنة خمس عشرة.
قال عبد العزيز: فلما علم بموته بالمدينة حتى سمع غلمان في بئر منبه أو بئر سكن وهم يقتحمون نصف النهار قلئلا من البئر:
(١٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 143 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 ... » »»