تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٦١٧
المزني، عن أبيه، عن جده قال: خرج كعب وبجير ابنا زهير حتى أتيا أبرق العزاف فقال بجير لكعب: أثبت هنا حتى آتي هذا الرجل فأسمع ما يقول. قال: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرض عليه الإ سلام فأسلم، فبلغ ذلك كعبا فقال:
* ألا أبلغا عني بجيرا رسالة * فهل لك فيما قلت ويحك هل لكا * * سقاك بها المأمون كأسا روية * وأنهلك المأمون منها وعلكا * ويروى سقاك أبو بكر بكأس روية * ففارقت أسباب الهدى وتبعته * على أي شيء ويب غيرك دلكا * * على مذهب لم تلف أما ولا أبا * عليه، ولم تعرف عليه أخا لكا * فاتصل الشعر بالنبي صلى الله عليه وسلم فأهدر دمه. فكتب بجير إليه بذلك، ويقول له: النجاء، وما أراك تفلت. ثم كتب إليه: إعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأتيه أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله إلا قبل ذلك منه، وأسقط ما كان قبل ذلك. فأسلم كعب، وقال القصيدة التي يمدح فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أقبل حتى أناخ راحلته بباب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم دخل المسجد ورسول الله صلى الله عليه وسلم مع أصحابه مكان المائدة من القوم، والقوم متحلقون معه حلقة دون حلقة، يلتفت إلى هؤلاء مرة فيحدثهم، وإلى هؤلاء مرة فيحدثهم.
قال كعب: فأنخت راحلتي، ودخلت، فعرفت رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصفة،
(٦١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 611 612 613 615 616 617 618 619 620 621 622 ... » »»