تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٦٠٣
وأعطى العلاء بن حارثة مائة ناقة، وأعطى مالك بن عوف مائة ناقة، ورد إليه أهله، وأعطى عيينة بن بدر الفزاري مائة ناقة، وأعطى عباس بن مرداس كسوة.
فقال عبد الله بن أبي بن سلول للأنصار: قد كنت أخبركم أنكم ستلون حرها ويلي بردها غيركم.
فتكلمت الأنصار فقالوا: يا رسول الله، عم هذه الأثرة فقال: يا معشر الأنصار، ألم أجدكم مفترقين فجمعكم الله، وضلالا فهداكم الله، ومخذولين فنصركم الله. ثم قال: والذي نفسي بيده، لو تشاؤون لقلتم ثم لصدقتم ولصدقتم: ألم نجدك مكذبا فصدقناك، ومخذولا فنصرناك، وطريدا فآويناك، ومحتاجا فواسيناك. قالوا: لا نقول ذلك، إنما الفضل من الله ورسوله والنصر من الله ورسوله. ولكنا أحببنا أن نعلم فيم هذا الأثرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قوم حديثو عهد بعز وملك، فأصابتهم نكبة فضعضعتهم ولم يفقهوا كيف الإيمان، فأتألفهم. حتى إذا علموا كيف الإيمان وفقهوا ليه علمتهم كيف القسم وأين موضعه. وساق باقي الحديث.
وقال جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله قال: لما كان يوم حنين آثر رسول الله صلى الله عليه وسلم ناسا في القسمة، فأعطى الأقرع مائة من الإبل، وأعطى عيينة مثل ذلك، وأعطى ناسا من أشراف العرب وآثرهم يومئذ، فقال رجل: والله إن هذه لقسمة ما عدل فيها وما أريد بها وجه الله. فقلت: والله لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأتيته فأخبرته، فتغير وجهه حتى صار كالصرف، وقال: فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله؟ ثم قال:
(٦٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 598 599 600 601 602 603 604 605 606 607 608 ... » »»