تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٥٨٨
فقاتلهم. حتى فتح الله عليه.) وقال أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، قال: لما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من حنين، بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس، فلقي دريد ابن الصمة، فقتل دريد، وهزم الله أصحابه، ورمي أبو عامر في ركبته، رماه رجل من بني جشم، فأثبته في ركبته، فانتهيت إليه، فقلت: يا عم، من رماك فأشار إلي أن ذاك قاتلي تراه. فقصدت له، فاعتمدته، فلحقته. فلما رآني ولى عني ذاهبا، فاتبعته، وجعلت أقول له: ألا تستحي ألست عربيا ألا تثبت فكف، فالتقينا، فاختلفنا ضربتين، أنا وهو، فقتلته. ثم رجعت إلى أبي عامر فقلت: قد قتل الله صاحبك. قال: فانتزع هذا السهم. فنزعته، فنزا منه الماء. فقال: يا بن أخي، انطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقره مني السلام، ثم قل له يستغفر لي. قال: واستخلفني أبو عامر على الناس فمكث يسيرا ومات. وذكر الحديث متفق عليه.
وقال ابن إسحاق: وقتل يوم حنين من ثقيف سبعون رجلا تحت رايتهم. وانهزم المشركون، فأتوا الطائف ومعهم مالك بن عوف. وعسكر بعضهم بأوطاس، وتوجه بعضهم نحو نخلة.
وتبعت خيل رسول الله صلى الله عليه وسلم القوم، فأدرك ربيعة بن رفيع ويقال ابن الدغنة دريد بن الصمة فأخذ بخطام جمله، وهو يظن أنه امرأة، فإذا شيخ كبير ولم يعرفه الغلام. فقال له
(٥٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 582 583 584 585 587 588 589 591 592 593 594 ... » »»