تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٥٠٥
الله. فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون.
قال أبو سفيان: فلما أن قضى مقالته علت أصوات الذين حوله من عظماء الروم وكثر لغطهم، فلا أدري ما قالوا وأمر بنا فأخرجنا. فلما أن خرجت مع أصحابي وخلوت بهم قلت لهم: لقد أمر ابن أبي كبشة هذا ملك بني الأصفر يخافه.
قال أبو سفيان: والله ما زلت ذليلا، مستيقنا بأن أمره سيظهر حتى أدخل الله قلبي الإسلام وأنا كاره. أخرجاه من حديث إبراهيم.
وأخرجاه من حديث معمر، عن الزهري، عن عبيد الله، عن ابن عباس أن أبا سفيان حدثه قال: انطلقت في المدة التي كانت بيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فبينا أنا بالشام. فذكر كحديث إبراهيم.
ورواه يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن الزهري بسنده. وفيه قال أبو سفيان: فلما كانت هدنة الحديبة بيننا وبين النبي صلى الله عليه وسلم خرجت تاجرا إلى الشام. فوالله ما علمت) بمكة امرأة ولا رجلا إلا قد حملني بضاعة. فقدمت غزة، وذلك حين ظهر قيصر على من كان ببلاده من الفرس، فأخرجهم
(٥٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 499 501 502 503 504 505 506 507 508 509 510 ... » »»