تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٥١٠
قال: وقيل للنبي صلى الله عليه وسلم إنه قد استخلف بنته فقال: لا يفلح قوم تملكهم امرأة.
ويروى أن كسرى كتب إلى باذام عامله باليمن يتوعده ويقول: ألا تكفيني رجلا خرج بأرضك يدعوني إلى دينه لتكفنيه أو لأفعلن بك. فبعث العامل إلى النبي صلى الله عليه وسلم رسلا وكتابا، فتركهم النبي صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة، ثم قال: اذهبوا إلى صاحبكم فقولوا: إن ربي قد قتل ربكم الليلة.
وروى أبو بكر بن عياش، عن داود بن أبي هند، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: أقبل سعد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: هلك أو قال: قتل كسرى. فقال: لعن الله كسرى، أول الناس هلاكا فارس ثم العرب.
وقال محمد بن يحيى: ثنا يعقوب بن إبراهيم، عن أبيه، عن صالح قال: قال ابن شهاب. وقد رواه الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، كلاهما يقول عن أبي سلمة، واللفظ لصالح قال: بلغني أن كسرى بينما هو في دسكرة ملكه، بعث له أو قيض له عارض فعرض عليه الحق، فلم يفجأ كسرى إلا الرجل يمشي وفي يده عصا فقال: يا كسرى هل لك في الإسلام قبل أن أكسر هذه العصا قال كسرى: نعم فلا تكسرها فولى الرجل. فلما ذهب أرسل كسرى إلى حجابه فقال من أذن لهذا قالوا: ما دخل عليك أحد. قال: كذبتم. وغضب عليهم وعنفهم، ثم تركهم.
فلما كان رأس الحول أتاه ذلك الرجل بالعصا فقال كمقالته. فدعا كسرى الحجاب وعنفهم. فلما كان الحول المستقبل، أتاه ومعه العصا
(٥١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 505 506 507 508 509 510 511 512 513 514 515 ... » »»