تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٣٢٤
فقيل لها: أتقولين الشعر على سعد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعوها فغيرها من الشعراء أكذب.
وقال عبد الرحمن بن الغسيل، عن عاصم بن عمر بن قتادة عن محمود ابن لبيد قال: لما أصيب أكحل سعد حولوه عند امرأة يقال لها رفيدة، وكانت تداوي الجرحى، قال: وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا مر به يقول: كيف أصبحت وإذا أمسى قال: كيف أمسيت فتخبره، فذكر القصة. وقال: فأسرع النبي صلى الله عليه وسلم المشي إلى سعد، فشكا ذلك إليه أصحابه، فقال: إني أخاف أن تسبقنا إليه الملائكة فتغسله كما غسلت حنظلة. فانتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى البيت وهو يغسل، وأمه تبكي وتقول:
* ويل أم سعد سعدا * حزامة وجدا * فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل نائحة تكذب إلا أم سعد. ثم خرج به فقالوا: ما حملنا ميتا أخف منه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما يمنعه أن يخف عليكم وقد هبط من الملائكة كذا، وكذا لم يهبطوا قط، قد حملوه معكم.
وقال شعبة: أخبرني سماك بن حرب، سمعت عبد الله بن شداد يقول: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على سعد بن معاذ وهو يكيد بنفسه فقال: جزاك الله خيرا من سيد قوم، فقد أنجزت الله ما وعدته ولينجزنك الله ما وعدك.
وقال ابن نمير: حدثنا عبيد الله بن عمر، عن نافع قال: بلغني أنه
(٣٢٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 319 320 321 322 323 324 325 326 327 328 329 ... » »»