تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٣١٧
وقال البكائي، عن ابن إسحاق: فحبسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في دار بنت الحارث النجارية، وخرج إلى سوق المدينة، فخندق بها خنادق، ثم بعث إليهم فضرب أعناقهم في تلك الخنادق. وفيهم حيي بن أخطب، وكعب بن أسد رأس القوم، وهم ستمائة أو سبعمائة، والمكثر يقول: كانوا بين الثمانمائة والتسعمائة. وقد قالوا لكعب وهو يذهب بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسالا: يا كعب ما تراه يصنع بنا قال: أفي كل موطن لا تعقلون. أما ترون الداعي لا ينزع، وأنه من ذهب منكم لا يرجع هو والله القتل. وأتى حيي بن أخطب وعليه حلة فقاحية قد شقها من كل ناحية قدر أنملة لئلا يسلبها، مجموعة يداه إلى عنقه بحبل، فلما نظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أما والله ما لمست نفسي في عداوتك، ولكنه من يخذل الله يخذل.
ثم أقبل على الناس فقال: أيها الناس إنه لا بأس بأمر الله. كتاب وقدر وملحمة كتبت على بني إسرائيل. ثم جلس فضربت عنقه.
وقال ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عمه عروة، عن عائشة قالت: لم يقتل من نسائهم إلا امرأة واحدة، قالت: إنها والله لعندي تحدث معي وتضحك ظهرا وبطنا، ورسول) الله صلى الله عليه وسلم يقتل رجالهم بالسيوف إذ هتف هاتف: يا بنت فلانة. قالت: أنا والله.
قلت: ويلك، مالك قالت: أقتل. قلت: ولم قالت: حدث أحدثته. فانطلق بها فضربت عنقها.
وقال عكرمة وغيره: صياصيهم: حصونهم.
(٣١٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 322 ... » »»