تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٢٧١
تراجعني.
فعادت فعثرت قالت: تعس مسطح. فقلت: أي أم أتسبين ابنك صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم تراجعني. ثم عثرت ثالثة فقالت: تعس مسطح. فقلت: أي أم، أتسبين ابنك صاحب رسول الله فقالت: والله ما أسبه إلا من أجلك وفيك. فقلت: وفي أي شأني قالت: وما علمت بما كان فقلت: لا، وما الذي كان قالت: أشهد أنك مبرأة مما قيل فيك. فقلت: وفي أي شأني قالت: وما علمت بما كان فقلت: لا، وما الذي كان قالت: أشهد أنك مبرأة مما قيل فيك. ثم بقرت لي الحديث، فأكر راجعة إلى البيت ما أجد مما خرجت له قليلا ولا كثيرا. وركبتني الحمى فحممت. فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألني عن شأني، فقلت: أجدني موعوكة، إئذن لي أذهب إلى أبوي. فأذن لي، وأرسل معي الغلام، فقال: إمش معها. فجئت فوجدت أمي في البيت الأسفل، ووجدت أبي يصلي في العلو فقلت لها: أي أمه، ما الذي سمعت فإذا هي لم ينزل بها من حيث نزل مني، فقالت: أي بنية وما عليك، فما من امرأة لها ضرائر تكون جميلة يحبها زوجها إلا وهي يقال لها بعض ذلك. فقلت: وقد سمعه أبي فقالت: نعم، فقلت: وسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: ورسول الله صلى الله عليه وسلم فبكيت، فسمع أبي البكاء، فقال: ما شأنها قالت: سمعت الذي تحدث به. ففاضت عيناه يبكي، فقال: أي بنية، ارجعي إلى بيتك، فرجعت، وأصبح أبواي عندي، حتى إذا صليت العصر دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا بين أبوي، أحدهما عن يميني والآخر عن شمالي، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: أما بعد يا عائشة إن كنت ظلمت أو أخطأت أو أسأت فتوبي وراجعي أمر الله واستغفري، فوعظني، وبالباب امرأة من الأنصار قد سلمت، فهي)::::
جالسة بباب البيت في الحجرة، وأنا أقول: ألا تستحي أن تذكر هذا، والمرأة تسمع، حتى إذا قضى كلامه قلت لأبي وغمزته: ألا
(٢٧١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 276 ... » »»