تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢ - الصفحة ٢٠٨
وتكون سنة من بعدي ما غيب حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير.
وحدثني بريدة، عن محمد بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لئن ظفرت بقريش لأمثلن بثلاثين منهم. فلما رأى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ما به من الجزع قالوا: لئن ظفرنا بهم لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب بأحد، فأنزل الله: وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به، إلى آخر السورة. فعفا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وروى ابن إسحاق عن شيوخه الذين روى عنهم قصة أحد، أن صفية أقبلت لتنظر إلى حمزة وهو أخوها لأبويها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لابنها الزبير: إلقها فأرجعها، لا ترى ما بأخيها. فلقيها فقال: أي أمه، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن ترجعي.)::::
قالت: ولم فقد بلغني أنه مثل بأخي، وذلك في الله، فما أرضانا بما كان من ذلك، فلأحتسبن ولأصبرن إن شاء الله. فجاء الزبير فأخبره قولها، قال: فخل سبيلها. فأتته، فنظرت إليه واسترجعت واستغفرت له ثم أمر به فدفن.
وقال أبو بكر بن عياش، عن يزيد بن أبي زياد، عن مقسم، عن ابن عباس قال: لما قتل حمزة أقبلت صفية، فلقيت عليا والزبير، فأرياها أنهما لا يدريان. فجاءت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: فإني أخاف على عقلها. فوضع
(٢٠٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 213 ... » »»