وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٧ - الصفحة ٦٨
إلا نفس مؤمنة فلما أتاه عكرمة بن أبي جهل مسلما فرح به وقام إليه وتأول ذلك العذق عكرمة ابنه ومنه أيضا أنه قيل لجعفر بن محمد يعني الصادق كم تتأخر الرؤيا قال رأى النبي صلى الله عليه وسلم كأن كلبا أبقع بلغ في دمه فكان شمر ابن ذي الجوشن قاتل الحسين بن علي رضي الله عنه وكان أبرص فكان تأخير الرؤيا بعد خمسين سنة ومن ذلك أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى رؤيا فقصها على أبي بكر الصديق رضي الله عنه فقال يا أبا بكر رأيت كأني أنا وأنت نرقى درجة فسبقتك بمرقاتين ونصف فقال يا رسول الله يقبضك الله تعالى إلى رحمته ومغفرته وأعيش بعدك سنتين ونصفا ومن ذلك أن بعض أهل الشام قال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه رأيت كأن الشمس والقمر اقتتلا ومع كل واحد منهما فريق من النجوم قال مع أيهما كنت قال مع القمر قال مع الآية الممحوة لا عملت لي عملا أبدا فعزله وقتل مع معاوية بن أبي سفيان بصفين وقالت عائشة رضي الله عنها رأيت كأن ثلاثة أقمار سقطن في حجري فقال لها أبوها أبو بكر الصديق رضي الله عنه إن صدقت رؤياك دفن في بيتك ثلاثة من خير أهل الأرض فلما دفن النبي صلى الله عليه وسلم في بيتها قال لها أبو بكر هذا أحد أقمارك وهو خيرها ومنه أيضا أن أعرابيا وقيل هو الحطيئة الشاعر أراد سفرا فقال لامرأته (عدي السنين لغيبتي وتصبري * وذري الشهور فإنهم قصار) فأجابته (اذكر صبابتنا إليك وشوقنا * وارحم بناتك إنهن صغار) فأقام وترك سفره
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»