وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٧ - الصفحة ٧٣
أبيات إصلاح المنطق وأجاد فيه وشرح أبيات المجاز لأبي عبيدة وأبيات معاني الزجاج وشرح ابيات غريب المصنف لأبي عبيد القاسم بن سلام إلى غير ذلك وكانت كتب اللغة تقرأ عليه مرة رواية ومرة دراية وقرئ عليه كتاب البارع للمفضل بن سلمة وهو كتاب كبير في عدة مجلدات هذب به كتاب العين في اللغة المنسوب إلى الخليل بن أحمد المقدم ذكره وأضاف إليه من اللغة طرفا صالحا ونقل من ظهر نسخه بكتاب إصلاح المنطق قال أبو العلاء المعري حدثني عبد السلام البصري خازن دار العلم ببغداد وكان لي صديقا صدوقا قال كنت في مجلس أبي سعيد السيرافي وبعض أصحابه يقرأ عليه اصلاح المنطق لابن السكيت فمضى بيت حميد بن ثور (ومطوية الأقراب أما نهارها * فسبت وأما ليلها فذميل) فقال أبو سعيد ومطوية اصلحه بالخفض ثم التفت إلينا فقال هذه واو رب فقلت أطال الله بقاء القاضي إن قبله ما يدل على الرفع فقال وما هو فقلت (أتاك بي الله الذي أنزل الهدى * ونور وإسلام عليك دليل) ومطوية الأقراب فعاد وأصلحه وكان ابنه أبو محمد حاضرا فتغير وجهه لذلك فنهض لساعته ووقته والغضب يستطير في شمائله إلى دكانه وكان سمانا فباعها واشتغل بالعلم إلى أن برع فيه وبلغ الغاية فعمل شرح إصلاح المنطق قال أبو العلاء وحدثني من رآه وبين يديه أربعمائة ديوان وهو يعمل هذا الكتاب ولم يزل أمره على سداد واشتغال وإفادة إلى أن توفي ليلة الأربعاء لثلاث
(٧٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 78 ... » »»