وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٧ - الصفحة ٢٤٥
أملأ كل يوم الواحي من حفظه وقال أبو زيد الأنصاري النحوي جلست إلى يونس بن حبيب عشر سنين وجلس إليه قبلي خلف الأحمر عشرين سنة وقال يونس قال لي رؤبة بن العجاج حتام تسألني عن هذه البواطل وأزخرفها لك أما ترى الشيب قد بلغ في لحيتك وليونس من الكتب التي صنفها كتاب معاني القرآن الكريم وكتاب اللغات وكتاب الأمثال وكتاب النوادر الصغير وقال إسحاق بن إبراهيم الموصلي عاش يونس مائة سنة وستين وقيل عاش ثمانيا وتسعين سنة وقيل ثمانيا وثمانين سنة لم يتزوج ولم يتسر ولم تكن له همة إلا طلب العلم ومحادثة الرجال وقال يونس لو تمنيت أن أقول الشعر لما تمنيت أن أقول إلا مثل قول عدي بن زيد العبادي (أيها الشامت المعير بالدهر * أأنت المبرأ الموفور) قلت وهذا البيت من جملة ابيات سائرة بين الأدباء فيها مواعظ وعبر وبعد هذا البيت (أم لديك العهد القديم من الأيام * بل أنت جاهل مغرور) (من رأيت المنون أخلدن أم من * ذا عليه من أن يضام خفير) (أين كسرى كسرى الملوك أنو شروان * أم اين قبله سابور) (وبنو الأصفر الكرام ملوك الروم * لم يبق منهم مذكور) (وأخو الحضر إذ بناه وإذ دجلة * تجنبى إليه والخابور) (شاده مرمرا وجلله كلسا * فللطير في ذراه وكور) (لم يهبه صرف الزمان فباد الملك * عنه فبابه مهجور) (وتفكر رب الخورنق إذا اشرف * يوما وللهدى تفكير)
(٢٤٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 240 241 242 243 244 245 246 247 248 249 250 ... » »»