(الحمد لله إذ لم يأتني أجلي * حتى لبست من الإسلام سربالا) قال أبو عبيدة معمر بن المثنى قدم جعفر بن سليمان العباسي من عند المهدي الخليفة فبعث إلى يونس بن حبيب فقال له أنا وأمير المؤمنين اختلفنا في هذا البيت (والشيب ينهض في السواد كأنه * ليل يصيح بجانبيه نهار) فما الليل والنهار فقال يونس الليل الليل الذي تعرف والنهار النهار الذي تعرف فقال زعم المهدي أن الليل فرخ الكروان والنهار فرخ الحبارى فقال أبو عبيدة القول في البيت ما قاله يونس والذي قاله المهدي معروف في الغريب من اللغة وقال يونس كان جبلة بن عبد الرحمن يخرج إلى طباخه الرقاع يستدعي بها الطعام وفيها الألفاظ الغربية الحوشية فلا يدري الطباخ ما فيها حتى يمضي بها إلى ابن أبي إسحاق ويحيى بن يعمر وغيرهما يفسرون ما فيها من الألفاظ فإذا عرف الطباخ ما فيها أتاه بما استدعاه فقال له يوما ويحك إني أصوم معك فقال له الطباخ سهل كلامك حتى يسهل طعامك فيقول يا ابن اللخناء أفأدع عربيتي لعيك وكان يونس من أهل جبل وهي بليدة على دجلة بين بغداد وواسط وكان لا يؤثر أن ينسب إليها فلقيه رجل من بني أبي عمير فقال له يا أبا عبد الرحمن ما تقول في جبل أتنصرف أم لا فشتمه يونس فالتفت العميري فلم ير أحدا يشهده عليه حتى إذا كان من الغد وجلس للناس أتاه العميري فقال يا أبا عبد الرحمن ما تقول في جبل أتنصرف أم لا فقال له يونس الجواب ما قلته لك أمس
(٢٤٧)