قال غير ابن شداد ثم إن السلطان صلاح الدين رحمه الله تعالى بقي مدفونا بقلعة دمشق إلى أن بنيت له قبة في شمالي الكلاسة التي هي شمالي جامع دمشق ولها بابان أحدهما إلى الكلاسة والآخر في زقاق غير نافذ وهو مجاور المدرسة العزيزية قلت ولقد دخلت إلى هذه القبة من الباب الذي في الكلاسة وقرأت عنده وترحمت عليه وأحضر لي القيم ومتولي القبة بقجة فيها ملبوس بدنه وكان في جملته قباء أصفر قصير ورأس كميه بأسود فتبركت به قال ثم نقل من مدفنه بالقلعة إلى هذه القبة في يوم عاشوراء وكان الخميس من سنة اثنتين وتسعين وخمسمائة ورتب عنده القراء ومن يخدم المكان ثم إن ولده الملك العزيز عماد الدين عثمان المقدم ذكره لما أخذ دمشق من أخيه الملك الأفضل بنى إلى جانب هذه القبة المدرسة العزيزية ووقف عليها وقفا جيدا وللقبة المذكورة شباك إلى هذه المدرسة وهي من أعيان مدارس دمشق وزرت قبره في أول جمعة من شهر رمضان سنة ثمانين وستمائة فقرأت على صندوق قبره بعد تاريخ وفاته ما مثاله اللهم فارض عن تلك الروح وافتح له أبواب الجنة فهي آخر ما كان يرجوه من الفتوح وذكر قيم المكان أن هذا من كلام القاضي الفاضل قلت ولما ملك السلطان صلاح الدين الديار المصرية لم يكن بها شيء من المدارس فإن الدولة المصرية كان مذهبها مذهب الإمامية فلم يكونوا يقولون بهذه الأشياء فعمر في القرافة الصغرى المدرسة المجاورة لضريح الإمام الشافعي رضي الله عنه وقد تقدم ذكرها في ترجمة نجم الدين الخبوشاني وبنى مدرسة بالقاهرة في جوار المشهد المنسوب إلى الحسين بن علي رضي الله عنهما وجعل عليها وقفا كبيرا وجعل دار سعيد السعداء خادم المصريين خانقاه ووقف عليها وقفا طائلا وجعل دار عباس المذكور في ترجمة الظافر العبيدي والعادل ابن السلار مدرسة للحنفية وعليها وقف جيد أيضا
(٢٠٦)