وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٦ - الصفحة ٤٦
وكان حسن الكلام حلو الألفاظ فصيحا جيد البيان والتفهيم وقرأ الحديث بنفسه على جماعة من الشيوخ المتأخرين مثل أبي الحسن المبارك بن عبد الجبار ابن أحمد بن القاسم الصيرفي وأبي علي محمد بن سعيد بن نبهان الكاتب وغيرهما وذكره الحافظ أبو سعد ابن السمعاني في كتاب الذيل وقال اجتمعنا في دار الوزير أبي القاسم علي بن طراد الزينبي وقت قراءاتي عليه الحديث وعلقت عنه شيئا من الشعر في المدرسة ثم مضيت إليه وقرأت عليه جزءا من أمالي أبي العباس ثعلب النحوي وحكى أبو البركات عبد الرحمن بن الأنباري النحوي المقدم ذكره في كتابه الذي سماه مناقب الأدباء أن العلامة أبا القاسم محمود الزمخشري المقدم ذكره لما قدم بغداد قاصدا الحج في بعض أسفاره مضى إلى زيارة شيخنا أبي السعادات ابن الشجري ومضينا معه إليه فلما اجتمع به أنشده قول المتنبي (واستكبر الأخبار قبل لقائه * فلما التقينا صغر الخبر الخبر) ثم أنشده بعد ذلك (كانت مساءلة الركبان تخبرنا * عن جعفر بن فلاح أحسن الخبر) (ثم التقينا فلا والله ما سمعت * أذني بأحسن مما قد رأى بصري) وهذا البيتان قد تقدم ذكرهما في ترجمة جعفر بن فلاح وهما منسوبان
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 40 41 42 43 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»