هو قلت نعم قال أفرأيت مسلما يوجه بالأكراد الكفار إلى بلاد المسلمين فيقتلونهم ويحملون نساءهم ويأخذون أموالهم ألم تعلم أن أحمد ابن الليث الكردي قتل بكرمان سبعمائة إنسان على دم واحد وافتض الأكراد مائتي بكر من أهل البيوتات وحملوا معهم نحو ألفي امرأة إلى بلادهم أفرأيت مسلما يرضى بهذا قال قلت فعل أحمد هذا من غير أمره ثم قال له يعقوب في بعض مناظراته قل لعلي بن الحسين إن معي قوما أحرارا جئت بهم وليس يتأتى لي ردهم إلا بما يحبون فوجه إلي بما يرضيهم ووجه لي في نفسي ما يشبه مثلي من البر فإذا فعلت فأنا أخوك وعونك على من حاربك وأدفع لك كرمان تأكلها وأنصرف إلى عملي وارتحل يعقوب فنزل قرية يقال لها خوزاستان ووافى أحمد بن الحكم إلى علي بن الحسين يوم الثلاثاء لثمان خلون من جمادى الأولى من السنة وعلى يده كتاب يعقوب قال ابن الحكم فلم يفهم علي بن الحسين شيئا مما جئت به من الدهش وحاصل الكتاب بعد الدعاء له فهمت كتابك وذكرك ورودي هذا البلد العظيم خطره بغير إذن أمير المؤمنين فإني لست ممن تطمع نفسه في محاولة ظلم ولا ممن يمكنه ذلك وقد أسقطت عنك مؤونة الاهتمام في هذا الباب فإن البلد لأمير المؤمنين ونحن عبيده نتصرف بأمره في أرضه وسلطانه وفي طاعة الله وطاعته وقد استمعت من رسولك ورجعت إليه في جواب ما عملته وأدائه ما يورده عليك مما رجوت لنا ولك فيه صلاحا فإن استعملته ففيه السلامة إن شاء الله تعالى وإن أبيت فإن قدر الله تعالى نافذ لا محيص عنه ونحن نعتصم بالله من الهلكة ونعوذ به من دواعي البغي ومصارع الخذلان ونرغب إليه في السلامة دينا ودنيا بلطفه مد الله في عمرك وكتب يوم الاثنين لليلة خلت من جمادى الأولى سنة خمس وخمسين ومائتين
(٤٠٨)