فأقام هو على بم فرد أحمد بن الليث الكردي إليه من الطريق في جمع كثير من الأكراد وغيرهم فصاروا إلى درابجرد قلت وهي بفتح الدال المهملة ثم راء وألف وبعدها باء موحدة ثم جيم مكسورة ثم راء وبعدها دال مهملة وهذا الاسم يقع بالاشتراك على ثلاثة مواضع الأول كورة عظيمة مشهورة بفارس قصبتها درابجرد والثاني قرية بفارس أيضا من أعمال إصطخر فيها معدن الزئبق فيحتمل أن يكون مصيرهم إلى الأولى أو إلى الثانية وأما الثالثة فهو موضع بنيسابور ولا يحتمل مصيرهم إليه لأنه بخراسان فلا تعلق له بفارس قال الراوي فظفر أحمد بن الليث بجماعة من أصحاب يعقوب يطلبون العلف فقتل بعضهم وهرب منهم جماعة ووجه أحمد بن الليث برؤوس من قتل من أصحاب يعقوب إلى فارس فنصب علي بن الحسين رؤوسهم فبلغ الخبر يعقوب فدخل كرمان فندب علي بن الحسين لمحاربته طوق بن المغلس في خمسة آلاف من الأكراد سوى من تقدم مع أحمد بن الليث الكردي وسار طوق حتى نزل على مدينة إياس من عمل كرمان فورد عليه كتاب يعقوب يعلمه أنه أخطأ إذ دخل عملا ليس إليه فرد عليه طوق أنت بعمل الصفر أعلم منك بعمل الحروب فعظم ذلك على يعقوب وكان في عسكر طوق ثلاثمائة رجل من الأبناء فوافى يعقوب مدينة إياس فأوقع بطوق وقتل أصحابه وهزم من بقي منهم وصبر الأبناء الثلثمائة حتى أشجوا يعقوب فأعطاهم الأمان فلم يقبلوا حتى قتلوا عن آخرهم وقتل يعقوب في هذه الوقعة ألفي رجل وأسر ألفا وأسر طوق بن المغلس وقيده بقيد خفيف ووسع عليه في مطعمه وغيره واستخرج منه الأموال ورحل يعقوب عن إياس ودخل عمل فارس فخندق علي بن الحسين على نفسه بشيراز وذلك
(٤٠٦)