(نفسي تروم أمورا لست مدركها * ما دمت أحذر ما يأتي به القدر) (ليس ارتحالك في كسب الغنى سفرا * لكن مقامك في ضر هو السفر) وقال ابن السكيت كتب رجل إلى صديق له قد عرضت لي قبلك حاجة فإن نجحت فالفاني منها حظي والباقي حظك وإن تعذرت فالخير مظنون بك والعذر مقدم لك والسلام ونقل من خطه ما مثاله عرض سلمان بن ربيعة الباهلي الخيل فمر عمرو بن معدي كرب الزبيدي على فرس له فقال سلمان هذا الفرس هجين فقال عمرو بل هو عتيق فقال سلمان هو هجين فقال عمرو هو عتيق فأمر سلمان فعطش ثم دعا بطست فيه ماء ودعا بخيل عتاق فشربت وجاء فرس عمرو فثنى يده وشرب وهذا صنيع الهجين فقال له سلمان أترى فقال عمرو أجل الهجين يعرف الهجين فبلغ ذلك عمر ابن الخطاب رضي الله عنه فكتب إلى عمرو قد بلغني ما قلت لأميرك وبلغني أن لك سيفا تسميه الصمصامة وعندي سيف أسميه مصمما وأيم الله لئن وضعته على هامتك لا أقلع حتى أبلغ به رهابتك فإن سرك أن تعلم أحق ما أقول فعد والسلام الرهابة على وزن السحابة عظم في الصدر مشرف على البطن مثل اللسان والله أعلم وقال أبو عثمان المازني اجتمعت بابن السكيت عند محمد بن عبد الملك الزيات الوزير فقال محمد بن عبد الملك سل أبا يوسف عن مسألة فكرهت ذلك وجعلت أتبأطا وأدافع مخافة أن أوحشه لأنه كان لي صديقا فألح علي محمد بن عبد الملك وقال لم لا تسأله فاجتهدت في اختيار مسألة سهلة لأقارب يعقوب فقلت له ما وزن نكتل من الفعل من قول الله تعالى * (فأرسل) *
(٣٩٧)