(وإذا صنعت صنيعة أتممتها * بيدين ليس نداهما بمكدر) (وإذا الفوارس عددت أبطالها * عدوك في أبطالهم بالخنصر) ولما قدم عليه ابن المولى المذكور أنشده وهو أمير مصر (يا واحد العرب الذي * أضحى وليس له نظير) (لو كان مثلك آخر * ما كان في الدنيا فقير) فدعا يزيد بخازنه وقال كم في بيت مالي قال فيه من العين والورق ما مبلغه عشرون ألف دينار فقال ادفعها إليه ثم قال يا أخي المعذرة إلى الله تعالى وإليك والله لو أن في ملكي غيرها لما أدخرتها عنك وهذا ابن المولى هو أبو عبد الله محمد بن مسلم وعرف بابن المولى وروى الأصمعي أيضا أن يزيد لما كان بإفريقية جاءه البشير يخبره أنه ولد له مولود بالبصرة فقال قد سميته المغيرة وكان عنده المشهر التميمي فقال بارك الله لك أيها الأمير فيه وبارك له في بنيه كما بارك لجده في أبيه ولم يزل يزيد واليا بإفريقية إلى أن توفي بها يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان سنة سبعين ومائة بالقيروان ودفن بباب سلم واستخلف على إفريقية ولده داود بن يزيد فعزله هارون الرشيد في سنة اثنتين وسبعين ومائة وولاها عمه روح بن حاتم المقدم ذكره
(٣٢٦)