وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٦ - الصفحة ٢٦٢
(يا من لبست عليه أثواب الضنى * صفرا موشعة بحمر الأدمع) (أدرك بقية مهجة لو لم تذب * أسفا عليك نفيتها عن أضلعي) وكان في مدة انقطاعه في داره وضيق صدره بسبب عطلته وكثرة كلفه قد حدث في عينيه ألم انتهى به إلى مقاربة العمى وكنت أجتمع به في كل وقت فتأخرت عنه مديدة لعذر أوجب ذلك وكنت في ذلك الوقت أنوب في الحكم بالقاهرة المحروسة عن قاضي القضاة بدر الدين أبي المحاسن يوسف بن الحسن ابن علي الحاكم بالديار المصرية المعروف بقاضي سنجار فكتب إلي ابن مطروح يقول (يا من إذا استوحش طرفي له * لم يخل قلبي منه من أنس) (والطرف والقلب على ما هما * عليه مأوى البدر والشمس) وله من جملة قصيدة طويلة (ملك الملاح ترى العيون * عليه دائرة يطق) (ومخيم بين الضلوع * وفي الفؤاد له سبق) والبيت الأول مأخوذ من قول المتنبي (وخصر تثبت الأبصار فيه * كأن عليه من حدق نطاقا) واليطق بفتح الياء المثناة من تحتها والطاء المهملة وبعدها قاف وهو عبارة عن جماعة من الجند يبيتون كل ليلة حول خيمة الملك محيطين به يحرسونه إذا كان مسافرا وهو لفظ تركي والسبق بفتح السين المهملة والباء الموحدة وبعدها قاف وهي خيمة الملك إذا كان مسافرا فإنه تقدم له خيمة إلى المنزلة التي يتوجه إليها حتى إذا جاءها كانت مجهزة له ينزل فيها ولا يتوقف على انتظار وصول الخيمة التي
(٢٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 257 258 259 260 261 262 263 264 265 266 267 ... » »»