ونسب صاحب العقد هذين البيتين إلى علي بن الجهم والأول حكاه في الأغاني والله تعالى أعلم فأجابه ابن الزيات عن بيتيه بقوله معرضا بأن بعض أجداد القاضي كان يبيع القار (يا أيها الطامع في هجونا * نفسك قد عرضت للموت) (الزيت لا يزري بأحسابنا * أحسابنا معروفة البيت) (قيرتم الملك فلم ننقه * حتى غسلنا القار بالزيت) ولما مات المعتصم وقام بالأمر ولده الواثق هارون أنشد ابن الزيات المذكور (قد قلت إذ غيبوك وانصرفوا * في خير قبر لخير مدفون) (لن يجبر الله أمة فقدت * مثلك إلا بمثل هارون) وأقره الواثق على ما كان عليه في أيام المعتصم بعد أن كان متسخطا عليه في أيام أبيه وحلف يمينا مغلظة أنه ينكبه إذا صار الأمر إليه فلما ولي أمر الكتاب أن يكتبوا ما يتعلق بأمر البيعة فكتبوا فلم يرض ما كتبوه فكتب ابن الزيات نسخة رضيها وأمر بتحرير المكاتبات عليها فكفر عن يمينه وقال عن المال والفدية عن اليمين عوض وليس عن الملك وابن الزيات عوض فلما مات وتولى المتوكل كان في نفسه منه شيء كثير فسخط عليه بعد ولايته بأربعين يوما فقبض عليه واستصفى أمواله وكان سبب قبضه عليه أنه لما مات الواثق بالله أخو المتوكل أشار محمد المذكور بتولية ولد الواثق وأشار القاضي أحمد ابن أبي دواد المذكور بتولية المتوكل وقام في ذلك وقعد حتى عممه بيده وألبسه البردة وقبله بين عينيه وكان المتوكل في أيام الواثق يدخل على الوزير المذكور فيتجهمه ويغلظ عليه في الكلام وكان يتقرب بذلك إلى قلب الواثق فحقد المتوكل ذلك عليه فلما ولي الخلافة خشي إن نكبه عاجلا أن يستر أمواله فيفوته فاستوزره ليطمئن وجعل القاضي أحمد يغريه ويجد لذلك عنده موقعا
(٩٩)