696 الوزير ابن الزيات أبو جعفر محمد بن عبد الملك بن أبان بن حمزة المعروف بابن الزيات وزير لمعتصم كان جده أبان رجلا من أهل جبل من قرية كان بها يقال لها الدسكرة بجلب الزيت من مواضعه إلى بغداد فسمت بمحمد المذكور همته على ما يأتي ذكره فيه وكان من أهل الأدب الظاهر والفضل الباهر أديبا فاضلا بليغا عالما بالنحو واللغة ذكر ميمون بن هارون الكاتب أن أبا عثمان المازني لما قدم بغداد في أيام المعتصم كان أصحابه وجلساؤه يخوضون بين يديه في علم النحو فإذا اختلفوا فيما يقع فيه الشك يقول لهم أبو عثمان ابعثوا إلى هذا الفتى الكاتب يعني محمد بن عبد الملك المذكور فاسألوه واعرفوا جوابه فيفعلون ويصدر جوابه بالصواب الذي يرتضيه أبو عثمان ويوقفهم عليه وقد ذكره دعبل بن علي الخزاعي المقدم ذكره في كتاب طبقات الشعراء وذكره أبو عبد الله هارون بن المنجم الآتي ذكره إن شاء الله تعالى في كتاب البارع وأورد له من شعره عدة مقاطيع وكان في أول أمره من جملة الكتاب وكان أحمد بن عمار بن شاذي البصري وزير المعتصم فورد على المعتصم كتاب من بعض العمال فقرأه الوزير عليه وكان في الكتاب ذكر الكلأ فقال له المعتصم ما الكلأ فقال لا أعلم وكان قليل المعرفة بالأدب فقال المعتصم خليفة أمي ووزير عامي وكان المعتصم ضعيف الكتابة ثم قال أبصروا من بالباب من الكتاب فوجدوا
(٩٤)