الآخر سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة ودفنت بالرصافة رحمها الله تعالى والله أعلم بالصواب 693 الملك العادل ابن أيوب أبو بكر محمد بن أبي الشكر أيوب بن شاذي بن مروان الملقب بالملك العادل سيف الدين أخو السلطان صلاح الدين رحمهما الله تعالى وقد تقدم ذكر والده في حرف الهمزة وسيأتي ذكر أخيه صلاح الدين في حرف الياء إن شاء الله تعالى وكان الملك العادل قد وصل إلى الديار المصرية صحبة أخيه وعمه أسد الدين شيركوه المقدم ذكره وكان يقول لما عزمنا على المسير إلى مصر احتجت إلى حرمدان فطلبته من والدي فأعطاني وقال يا أبا بكر إذا ملكتم مصر أعطني ملئه ذهبا فلما جاء إلى مصر قال يا أبا بكر أين الحرمدان فرحت وملأته من الدراهم السود وجعلت أعلاها شيئا من الذهب وأحضرته إليه فلما رآه اعتقده ذهبا فقلبه فظهرت الفضة السوداء فقال يا أبا بكر تعلمت من زغل المصريين ولما ملك صلاح الدين الديار المصرية كان ينوب عنه في حال غيبته في الشام ويستدعي منه الأموال للإنفاق في الجند وغيرهم ورأيت في بعض رسائل القاضي الفاضل أن الحمول تأخرت مدة فتقدم السلطان إلى العماد الأصبهاني أن يكتب إلى أخيه الملك العادل يستحثه على إنفاذها حتى قال يسير لنا الحمل من مالنا أو من ماله فلما وصل الكتاب إليه ووقف على هذا الفصل شق عليه
(٧٤)