يعبر عليه شهرا وعبر هو بنفسه أيضا ومد السماط في بليدة يقال لها فربر ولتلك البليدة حصن على شاطيء جيحون في السادس من شهر ربيع الأول سنة خمس وستين وأربعمائة فأحضر إليه أصحابه مستحفظ الحصن ويقال له يوسف الخوارزمي وكان قد ارتكب جريمة في أمر الحصن فحمل إليه مقيدا فلما قرب منه أمر أن تضرب أربعة أوتاد لتشد أطرافه الأربعة إليها ويعذبه ثم يقتله فقال يوسف المذكور ومثلي يفعل به هذه المثلة فغضب ألب أرسلان وأخذ قوسه وجعل فيها سهما وأمر بحل قيده ورماه فأخطأه وكان مدلا برميه وكان جالسا على سريره فنزل عنه فعثر ووقع على وجهه فبادره يوسف المذكور وضربه بسكين كانت معه في خاصرته فوثب عليه فراش أرمني فضربه في رأسه بمرزبة فقتله فانتقل ألب أرسلان إلى خيمة أخرى مجروحا فأحضر وزيره نظام الملك أبا علي الحسن المذكور في حرف الحاء وأوصى به إليه وجعل ولده ملك شاه ولي عهده وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى ثم توفي يوم السبت عاشر الشهر المذكور وكانت ولادته سنة أربع وعشرين وأربعمائة وكانت مدة ملكه تسع سنين وأشهرا ونقل إلى مرو ودفن عند قبر أبيه داود وعمه طغرلبك ولم يدخل بغداد ولا رآها مع أنها كانت داخلة في ملكه وهو الذي بنى على قبر الإمام أبي حنيفة مشهدا وبنى ببغداد مدرسة أنفق عليها أموالا عظيمة وذكر في كتاب زبدة التواريخ أنه جرح يوم السبت سلخ شهر ربيع الأول سنة خمس وستين وعاش بعد الجراحة ثلاثة أيام والله أعلم وقد تقدم ذكر أبيه وأنه كان صاحب بلخ وتوفي بها في رجب سنة إحدى وخمسين وقيل سنة خمسين وأربعمائة ونقل إلى مرو ودفن بها وقيل إنه توفي بمرو والله أعلم بالصواب وقيل توفي في صفر سنة اثنتين وخمسين
(٧٠)