بعساكرهما وأخذاها وهي قضية مشهورة فلما أخذت دمشق رجع العسكر الذي كان مع الصالح نجم الدين إليها ليدرك كل واحد منهم أهله وبنيه وتركوا الملك الصالح بنابلس وحيدا في نفر قليل من غلمانه وأتباعه فجاءه الملك الناصر ابن الملك المعظم صاحب الكرك وقبض عليه ليلة السبت الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول من السنة وأرسله إلى الكرك واعتقله بها ثم إنه أفرج عنه في ليلة السبت السابع والعشرين من شهر رمضان المعظم من السنة المذكورة وشرح ذلك يطول واجتمع هو والملك الناصر على نابلس فلما قبض الملك العادل في التاريخ المذكور وطلب الأمراء الملك الصالح نجم الدين أيوب جاءهم ومعه الملك الناصر صاحب الكرك ودخلا القاهرة في الساعة الثانية من يوم الأحد السابع والعشرين من ذي القعدة سنة سبع وثلاثين وستمائة وكنت إذ ذاك بالقاهرة وأدخل أخوه الملك العادل في محفة وحوله جماعة كثيرة من الأجناد يحفظونه وحمله من خارج البلد إلى القلعة واعتقله بها عند دخوله في داخل الدور السلطانية وبسط العدل في الرعية وأحسن إلى الناس وأخرج الصدقات ورمم ما تهدم من المساجد وسيرته طويلة ثم إنه أخذ دمشق من عمه الملك الصالح في يوم الاثنين ثامن جمادى الأولى سنة ثلاث وأربعين وستمائة وأبقى عليه بعلبك ومضى بعد ذلك إلى الشام في سنة أربع وأربعين ودخلها في تاسع عشر ذي القعدة من السنة ثم توجه إليها ست وأربعين بعد أن كان عاد إلى مصر ودخل دمشق في أوائل شعبان من السنة وسير العساكر لحصار حمص وقد كان الملك الناصر صاحب حلب أخذها من صاحبها الأشرف ابن صاحب حمص ثم رجع في أوائل سنة سبع وأربعين وهو مريض وقصد الفرنج دمياط وهو مقيم بأشموم ينتظر وصولهم وكان وصولهم إليها
(٨٥)