210 فخرج أولاده إلى البلاد يتصرفون ويطلبون لهم معايش فاتصل طغج بن جف بلؤلؤ غلام ابن طولون وهو إذ ذاك مقيم بديار مصر فاستخدمه على ديار مصر ثم انحاز طغج إلى جملة أصحاب إسحاق بن كنداج فلم يزل معه إلى أن مات أحمد بن طولون وجرى الصلح بين ولده أبي الجيش خمارويه ابن أحمد بن طولون المقدم ذكره وبين إسحاق بن كنداج ونظر أبو الجيش إلى طغج بن جف في جملة أصحاب إسحاق فأعجب به وأخذه من إسحاق وقدمه على جميع من معه وقلده دمشق وطبرية ولم يزل معه إلى أن قتل أبو الجيش في تاريخه المقدم ذكره فرجع طغج إلى الخليفة المكتفي بالله فخلع عليه وعرف له ذلك وكان وزير الخليفة يومئذ العباس بن الحسن فسام طغج أن يجري في التذلل له مجرى غيره فكبرت نفس طغج عن ذلك فأغرى به المكتفي فقبض عليه وحبسه وابنه أبا بكر محمد بن طغج المذكور فتوفي طغج في السجن وبقي ولده أبو بكر بعده محبوسا مدة ثم أطلق وخلع عليه ولم يزل يراصد العباس بن الحسن الوزير المذكور حتى أخذ بثأر أبيه هو وأخوه عبيد الله في الوقت الذي قتله فيه الحسين بن حمدان ثم خرج أبو بكر وأخوه عبيد الله في سنة ست وتسعين ومائتين وهرب عبيد الله إلى ابن أبي الساج وهرب أبو بكر إلى الشام وأقام متغربا في البادية سنة ثم اتصل بأبي منصور تكين الخزري فكان أكبر أركانه ومما كبر به اسمه سريته إلى النقيب على الجمع الذين تجمعوا على الحجاج لقطع الطريق عليهم وذلك سنة ست وثلاثمائة وهو يومئذ يتقلد عمان وجبال الشراة من قبل تكين المذكور وظفره بهم ومجئ الحاج وقد فرغ من أمرهم بأسر من أسره وقتل من قتله وشرد الباقين وكان قد حج في هذه السنة من دار الخليفة المقتدر بالله امرأة تعرف بعجوز فحدثت المقتدر بالله بما شاهدت
(٥٧)