(إن كنت أعطيت علم غيب * فقل لنا كاتب البطاقة) وإنما كتب هذا لأنهم كانوا يدعون علم المغيبات وأخبارهم في ذلك مشهورة ولأبي الرقعمق أحمد بن محمد الأنطاكي المقدم ذكره قصيدة رائية يمدح بها العزيز المذكور وهي من أجود مدائحه فيه وزادت مملكته على مملكة أبيه وفتحت له حمص وحماة وشيزر وحلب وخطب له أبو الدواد محمد بن المسيب وهو أخو المقلد بن المسيب العقيلي صاحب الموصل بالموصل وأعمالها في المحرم سنة اثنتين وثمانين وثلاثمائة وضرب اسمه على السكة والبنود وخطب له باليمن ولم يزل في سلطانه وعظم شانه إلى أن خرج إلى بلبيس متوجها إلى الشام فابتدأت به العلة في العشر الأخير من رجب سنة ست وثمانين وثلاثمائة ولم يزل مرضه يزيد وينقص حتى ركب يوم الأحد لخمس بقين من شهر رمضان من السنة المذكورة إلى الحمام بمدينة بلبيس وخرج منها إلى منزل الأستاذ أبي الفتوح برجوان المقدم ذكره وكان صاحب خزائنه بالقصر فأقام عنده وأصبح يوم الاثنين فاشتد به الوجع يومه ذلك وصبيحة نهار الثلاثاء وكان مرضه من حصاة وقولنج فاستدعى القاضي محمد بن النعمان وأبا محمد الحسن بن عمار الكتامي الملقب أمين الدولة وهو أول من تلقب من المغاربة وكان شيخ كتامة وسيدها وخاطبهما بما خاطبهما به في أمر ولده الملقب الحاكم المقدم ذكره ثم إستدعى ولده المذكور وخاطبه أيضا بذلك ولم يزل العزيز المذكور في الحمام والأمر يشتد به إلى بين الصلاتين من ذلك النهار وهو الثلاثاء الثامن والعشرون من شهر رمضان سنة ست وثمانين وثلاثمائة فتوفي في مسلخ الحمام هكذا قال المسبحي وقال صاحب تاريخ القيروان إن الطبيب وصف له دواء يشربه في
(٣٧٤)