عليه الديون للتجار وغيرهم ولقد رأى يوما في دواة كاتبه وشاعره الكمال أبي الحسن علي بن محمد المعروف بابن النبيه المصري قلما واحدا فأنكر عليه ذلك فأنشده في الحال دوبيت (قال الملك الأشرف قولا رشدا * أقلامك يا كمال قلت عددا) (جاوبت لعظم كتب ما تطلقه * تحفى فتقط فهي تفنى أبدا) ويقال إنه طرب ليلة في مجلس أنسه على بعض الملاهي فقال لصاحب الملهى تمن علي فقال تمنيت مدينة خلاط فأعطاها له وكان نائبه بها الأمين حسام الدين المعروف بالحاجب علي بن حماد الموصلي فتوجه ذلك الشخص إليه ليتسلمها منه فعوضه الحاجب عنها جملة كثيرة من المال وصالحه عنها وكان له في ذلك غرائب وكان يميل إلى أهل الخير والصلاح ويحسن الاعتقاد فيهم وبنى بدمشق دار حديث فوض تدريسها إلى الشيخ تقي الدين عثمان المعروف بابن الصلاح المقدم ذكره وكان بالعقيبة ظاهر دمشق خان يعرف بابن الزنجاري قد جمع أنواع أسباب الملاذ ويجري فيه من الفسوق والفجور ما لا يحد ولا يوصف فقيل له عنه إن مثل هذا لا يليق أن يكون في بلاد المسلمين فهدمه وعمره جامعا غرم عليه جملة مستكثرة وسماه الناس جامع التوبة كأنه تاب إلى الله تعالى وأناب مما كان فيه وجرت في خطابته نكتة لطيفة أحببت ذكرها وهي أنه كان بمدرسة ست الشام التي خارج البلد إمام يعرف بالجمال السبتي أعرفه شيخا حسنا ويقال كان في صباه يلعب بشيء من الملاهي وهي التي تسمى الجغانة ولما كبر حسنت طريقته وعاشر العلماء وأهل الصلاح حتى صار معدودا في الأخيار فلما احتاج الجامع المذكور إلى خطيب ذكر للملك الأشرف جماعة وشكر الجمال المذكور فتولى خطابته فلما توفي تولى موضعه العماد الواسطي الواعظ وكان يتهم باستعمال الشراب وكان صاحب دمشق يومئذ الصالح عماد الدين إسماعيل بن الملك العادل بن أيوب فكتب إليه الجمال عبد
(٣٣٤)