ليتجهز للخروج إلى مصر فخرج أولا إلى جهة المغرب لإصلاح أموره وكان معه جيش عظيم وجمع قبائل العرب الذين يتوجه بهم إلى مصر وجبى القطائع التي كانت على البربر فكانت خمسمائة ألف دينار وخرج المعز بنفسه في الشتاء إلى المهدية فأخرج من قصور آبائه خمسمائة حمل دنانير وعاد إلى قصره ولما عاد جوهر بالرجال والأموال وكان قدومه على المعز يوم الأحد لثلاث بقين من المحرم سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة أمره المعز بالخروج إلى مصر فخرج ومعه أنواع القبائل وقد ذكرت في ترجمة جوهر تاريخ خروجه وتاريخ وصوله إلى مصر فأغنى عن الإعادة مفصلا ها هنا وأنفق المعز في العسكر المسير صحبته أموالا كثيرة حتى أعطى من ألف دينار إلى عشرين دينارا وغمر الناس بالعطاء وتصرفوا في القيروان وصبرة في شراء جميع حوائجهم ورحلوا ومعه ألف حمل من المال والسلاح ومن الخيل والعدد ما لا يوصف وكان بمصر في تلك السنة غلاء عظيم ووباء حتى مات في مصر وأعمالها في تلك المدة ستمائة ألف إنسان على ما قيل ولما كان منتصف شهر رمضان المعظم سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة وصلت البشارة إلى المعز بفتح الديار المصرية ودخول عساكره إليها ثم وصلته النجب بعد ذلك تخبر بصورة الفتح وكانت كتب جوهر ترد إلى المعز باستدعائه إلى مصر وتحثه كل وقت على ذلك ثم سير إليه يخبره بانتظام الحال بمصر والشام والحجاز وإقامة الدعوة له بهذه المواضع فسر المعز بذلك سرورا عظيما ولما تقررت قواعده بالديار المصرية استخلف على إفريقية بلكين بن زيري بن مناد الصنهاجي المذكور في حرف الباء وخرج المعز متوجها بأموال جليلة المقدار ورجال عظيمة الأخطار وكان خروجه من المنصورية دار ملكه يوم
(٢٢٦)