جمادى الأولى من السنة المذكورة وكان صاحبها قطب الدين ايلغازي بن البي بن كرماس بن غازي بن أرتق فمات وتركها لولده حسام الدين بولق أرسلان وهو طفل صغير فطمع في أخذها من واليها فأخذها ولما أيس السلطان من خلاط عاد إلى الموصل وهي الدفعة الثالثة ونزل بعيدا عنها بموضع يقال له كفر زمار فأقام به مدة وكان الحر شديدا فمرض السلطان مرضا شديدا أشفى على الموت فرحل طالبا حران في مستهل شوال من السنة ولما علم عز الدين مسعود المذكور بمرض السلطان وأنه رقيق القلب انتهز الفرصة وسير القاضي بهاء الدين بن شداد الآتي ذكره إن شاء الله تعالى في حرف الياء ومعه بهاء الدين الربيب فوصلا إلى حران في الرسالة والتماس الصلح فأجاب إلى ذلك وحلف يوم عرفة من السنة وقد تماثل للصحة ولم يتغير عن تلك اليمين إلى أن مات رحمه الله تعالى ثم رحل إلى الشام وأمن حينئذ عز الدين مسعود وطابت نفسه ولم يزل على ذلك إلى أن توفي في السابع والعشرين من شعبان سنة تسع وثمانين وخمسمائة بعلة الإسهال وكان قد بنى بالموصل مدرسة كبيرة وقفها على الفقهاء الشافعية والحنفية فدفن بهذه المدرسة في تربة هي بداخلها رحمه الله تعالى ورأيت المدرسة والتربة وهي من أحسن المدارس والترب ومدرسة ولده نور الدين أرسلان شاه في قبالتها وبينهما ساحة كبيرة ولما مات خلف ولده نور الدين المذكور وقد تقدم ذكره في حرف الهمزة ولما مات نور الدين في التاريخ المذكور في ترجمته خلف ولدين أحدهما الملك القاهر عز الدين أبو الفتح مسعود والآخر الملك المنصور عماد الدين زنكي ولما حضرته الوفاة قسم البلاد بينهما فأعطى الملك القاهر وهو الأكبر الموصل وأعمالها وأعطى عماد الدين الشوش والعقر وتلك النواحي
(٢٠٧)