الدين بن زين الدين صاحب إربل المذكور في حرف الكاف ولما وصل إلى الرقة لقيه بها أخوه عماد الدين زنكي صاحب سنجار فقرر معه مقايضة حلب بسنجار وتحالفا على ذلك وسير عماد الدين من يتسلم حلب وسير عز الدين من يتسلم سنجار وفي ثالث عشر المحرم سنة ثمان وسبعين وخمسمائة صعد عماد الدين إلى قلعة حلب وكان قد تقرر الصلح بين عز الدين المذكور وابن عمه الملك الصالح وبين صلاح الدين على يد قليج أرسلان صاحب الروم وصعد السلطان صلاح الدين إلى الديار المصرية واستناب بدمشق ابن أخيه عز الدين فروخ شاه بن شاهان شاه بن أيوب فلما بلغه خبر وفاة الملك الصالح وهذه الأمور المتجددة عاد إلى الشام وكان وصوله إلى دمشق في سابع عشر صفر سنة ثمان وسبعين وبلغه بها أن رسول عز الدين مسعود وصل إلى الفرنج يحثهم على قتال السلطان ويبعثهم على قصده فعلم أنه قد غدر به ونكث اليمين فعزم على قصد حلب والموصل وأخذ في التأهب للحرب فبلغ عماد الدين صاحب حلب ذلك فسير إلى أخيه صاحب الموصل يعلمه ذلك ويستدعي منه العساكر فسار السلطان صلاح الدين من دمشق ونزل على حلب في ثاني عشر جمادى الأولى سنة ثمان وسبعين وخمسمائة وأقام عليها ثلاثة أيام ثم رحل في الحادي والعشرين من الشهر ثم جاءه مظفر الدين بن زين الدين صاحب إربل وكان يوم ذلك في خدمة صاحب الموصل وهو صاحب حران وكان قد استوحش من عز الدين مسعود صاحب الموصل وخاف من مجاهد الدين قايماز الزيني المذكور في حرف القاف فالتجأ إلى السلطان صلاح الدين وقطع الفرات وعبر إليه وقوى عزمه على قصد بلاد الجزيرة وسهل أمرها عليه فعبر السلطان صلاح الدين الفرات وأخذ الرها والرقة ونصيبين وسروج ثم أشحن على بلاد الخابور وأقطعها وتوجه إلى الموصل ونزل عليها يوم الخميس حادي عشر رجب سنة ثمان وسبعين وخمسمائة ليحاصرها فأقام أياما وعلم أنه بلد عظيم لا يتحصل منه شيء بالمحاصرة وأن طريق أخذه أخذ قلاعه
(٢٠٥)