ثم أقبل مسعود على الاشتغال باللذات والانعكاف على مواصلة وجوه الراحات متكلا على السعادة تعمل له ما يؤثره إلى أن حدث له القيء وعلة الغثيان واستمر به ذلك إلى أن توفي في حادي عشر جمادى الآخرة سنة سبع وأربعين وخمسمائة وقيل يوم الأربعاء الثاني والعشرين من الشهر المذكور بهمذان ومات معه سعادة البيت السلجوقي فلم تقم له بعده راية يعتد بها ولا يلتفت إليها (فما كان قيس هلكه هلك واحد * ولكنه بنيان قوم تهدما) ودفن في مدرسة بناها جمال الدين إقبال الخادم وقال ابن الأزرق الفارقي في تاريخه رأيت السلطان المذكور ببغداد في السنة المذكورة وسار إلى همذان ومات بباب همذان وحمل إلى أصبهان رحمه الله تعالى وقد تقدم شيء من خبره في ترجمة دبيس بن صدقة صاحب الحلة ومولده يوم الجمعة لثلاث خلون من ذي القعدة سنة اثنتين وخمسمائة ولما ولي السلطنة جرت بينه وبين عمه سنجر المقدم ذكره منازعة ثم خطب له بعد عمه المذكور ببغداد يوم الجمعة لاثنتي عشرة ليلة خلت من صفر سنة سبع وعشرين وخمسمائة والله أعلم
(٢٠٢)