والبيتان الأخيران من هذه الثلاثة وجدتهما في ديوان النابغة الذبياني واسمه زياد بن معاوية بن جابر من جملة قصيدة يرثي بها النعمان بن أبي شمر الغساني وأخبار ابن أبي حفصة ونوادره ومحاسنه كثيرة فلا حاجة إلى الإطناب بذكرها وكانت ولادته سنة خمس ومائة وتوفي سنة إحدى وثمانين وقيل سنة اثنتين وثمانين ومائة ببغداد ودفن بمقبرة نصر بن مالك الخزاعي رحمه الله تعالى 247 وحفيده مروان الأصغر وهو أبو السمط مروان بن أبي الجنوب ابن مروان الأكبر المذكور وكان من شعراء عصره المشاهير المقدمين وذكر المبرد في كتاب الكامل طرفا من أخبار عبد الرحمن بن حسان بن ثابت الأنصاري ثم قال ويروى أن عبد الرحمن المذكور لدغه زنبور فجاء أباه يبكي فقال له ما بك قال لسعني طائر كأنه ملتف في بردي حبرة فقال أبوه قلت الشعر والله ثم قال بعد ذلك وأعرق قوم كانوا في الشعر آل حسان فإنهم كانوا يعدون ستة في نسق كلهم شاعر وهم سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام وبعد هؤلاء في الوقت آل أبي حفصة فإنهم أهل بيت كل واحد منهم شاعر يتوارثونه كابرا عن كابر ويحيى ابن أبي حفصة كنيته أبو جميل وأمه تحيا بنت ميمون يقال إنها من ولد النابغة الجعدي وإن الشعر أتى إلى أبي حفصة بذلك السبب وكل واحد من هؤلاء كان يضرب بلسانه أرنبة أنفه وهو دليل على الفصاحة والبلاغة والله تعالى أعلم
(١٩٣)