فحاضت نضيرة فأنزلت إلى ربض الحضر فأشرفت ذات يوم فأبصرت أردشير وكان من أجمل الرجال فهويته فأرسلت إليه أن يتزوجها وتفتح له الحصن واشترطت عليه والتزم لها ما طلبت ثم اختلفوا في السبب الذي دلته عليه حتى فتح الحصن والذي قاله الطبري أنها دلته على طلسم كان في الحصن وكان في علمهم أنه لا يفتح حتى تؤخذ حمامة ورقاء وتخضب رجلاها بحيض جارية بكر زرقاء ثم ترسل الحمامة فتنزل على سور الحصن فيقع الطلسم فيفتح الحصن ففعل أردشير ذلك واستباح الحصن وخرجه وأباد أهله وقتل الساطرون أباها وسار بنضيرة وتزوجها فبينما هي نائمة على فراشها ليلا إذ جعلت تتململ لا تنام فدعا بالشمع ففتش فراشها فوجد عليه ورقة آس فقال لها أردشير أهذا الذي أسهرك قالت نعم قال فما كان أبوك يصنع بك قالت كان يفرش لي الديباج ويلبسني الحرير ويطعمني المخ والزبد وشهد أبكار النحل ويسقيني الخمر الصافي قال فكان جزاء أبيك ما صنعت به أنت إلي بذلك أسرع ثم أمر بها فربطت قرون رأسها بذنب فرس ثم ركض الفرس حتى قتلها والحضر إلى الآن آثاره باقية وفيه بقايا عمائر لكنه لم يسكن منذ ذلك الوقت وقد طال الكلام فيه وإنما هي حكاية غريبة فأحببت إثباتها
(١٦٦)