والدتي لذلك وقالت قطع الله رجل الأبعد كما قطعت رجله فلما وصلت إلى سن الطلب رحلت إلى بخارى لطلب العلم فسقطت عن الدابة فانكسرت الرجل وعملت علي عملا أوجب قطعها والله أعلم بالصحة وكان الزمخشري المذكور معتزلي الاعتقاد متظاهرا به حتى نقل عنه أنه كان إذا قصد صاحبا له واستأذن عليه في الدخول يقول لمن يأخذ له الإذن قل له أبو القاسم المعتزلي بالباب وأول ما صنف كتاب الكشاف كتب استفتاح الخطبة الحمد لله الذي خلق القرآن فيقال إنه قيل له متى تركته على هذه الهيئة هجره الناس ولا يرغب أحد فيه فغيره بقوله الحمد لله الذي جعل القرآن وجعل عندهم بمعنى خلق والبحث في ذلك يطول ورأيت في كثير من النسخ الحمد لله الذي أنزل القرآن وهذا إصلاح الناس لا إصلاح المصنف وكان الحافظ أبو الطاهر أحمد بن محمد السلفي المقدم ذكره رحمه الله تعالى قد كتب إليه من الإسكندرية وهو يومئذ مجاور بمكة حرسها الله تعالى يستجيزه في مسموعاته ومصنفاته فرد جوابه بما لا يشفي الغليل فلما كان في العام الثاني كتب إليه أيضا مع الحجاج استجازة أخرى اقترح فيها مقصوده ثم قال في آخرها ولا يحوج أدام الله توفيقه إلى المراجعة فالمسافة بعيدة وقد كاتبه في السنة الماضية فلم يجبه بما يشفي الغليل وله في ذلك الأجر الجزيل فكتب إليه الزمخشري جوابه ولولا خوف التطويل لكتبت الاستدعاء والجواب لكن نقتصر على بعض الجواب وهو ما مثلي مع أعلام العلماء إلا كمثل السها مع مصابيح السماء والجهام الصفر من الرهام مع الغوادي الغامرة للقيعان والآكام والسكيت المخلف مع خيل السباق والبغاث مع الطير العتاق وما التلقيب يالعلامة إلا شبه الرقم بالعلامة والعلم مدينة أحد بابيها الدراية والثاني الرواية وأنا في كلا البابين ذو بضاعة مزجاة ظلي
(١٧٠)