ابن المهلب بن أبي صفرة وفي ترجمة يزيد شرح ذلك وهو الذي افتتح خوارزم وسمرقند وبخارى وقد كانوا كفروا وكان شهما مقداما نجيبا وكان أبوه مسلم كبير القدر عند يزيد بن معاوية وهوصاحب الحرون وكان الحروف من الفحول المشاهير يضرب به المثل ثم فتح بلغ قتيبة فرغانة في سنة خمس وتسعين في أواخر أيام الوليد بن عبد الملك وقال أهل التاريخ بلغ قتيبة بن مسلم في غزو الترك والتوغل في البلاد ما وراء النهر وافتتاح القلاع واستباحة البلاد وأخذ الأموال وقتل الفتاك مالم يبلغه المهلب بن أبي صفرة ولا غيره حتى أنه فتح بلاد خوارزم وسمرقند في عام واحد ولما فتح هاتين المدينتين الجليلتين عادت السغد وحملت الإتاوة ودعا قتيبة لما تمت له هذه الأحوال نهار بن توسعة شاعر المهلب بن أبي صفرة وبنيه وقال له أين قولك في المهلب لما مات (ألا ذهب الغزو المقرب للغنى * ومات الندى والجود بعد المهلب) أفغمزو هذا يا نهار قال لابل هذا حشر ثم قال نهار وأنا القائل (ولا كان مذ كنا ولا كان قبلنا * ولا هو فيما بعدنا كابن مسلم) (أعم لأهل الترك قتلا بسيفه * وأكثر فينا مقسما بعد مقسم) ثم إنه لما بلغ الحجاج ما فعل قتيبة من الفتوحات والقتل والسبي قال بعثت قتيبة فتى غزاء فما زدته باعا إلا زادني ذراعا فلما مات الوليد في سنة ست وتسعين وتولى الأمر أخوه سليمان بن عبد الملك وكان يكره قتيبة لأمر يطول شرحه فخاف منه قتيبة وخلع بيعة سليمان وخرج عليه وأظهر الخلاف فلم يوافقه على ذلك أكثر الناس وكان قتيبة قد عزل وكيع بن حسان بن قيس بن يوسف بن كلب بن عوف بن مالك بن
(٨٧)