(تعطيهم الأموال في بدر إذا * حملوا الكلام إليك في قرطاس) وكان أبو دلف قد لحق أكرادا قطعوا الطريق في عمله فطعن فارسا فنفذت الطعنة إلى أن وصلت إلى فارس آخر وراءه رديفه فنفذ فيه السنان فقتلهما وفي ذلك يقول بكر بن النطاح المذكور (قالوا وينظم فارسين بطعنة * يوم الهياج ولاتراه كليلا) (لا تعجبوا فلو أن طول قناته * ميل إذا نظم الفوارس ميلا) وكان عبد الله أحمد بن أبي فنن صالح بني هاشم أسود مشوه الخلق وكان فقيرا فقالت له امرأته يا هذا إن الأدب أراه قد سقط نجمه وطاش سهمه فاعمد إلى سيفك ورمحك وقوسك وادخل مع الناس في غزواتهم عسى الله أن ينفلك من الغنيمة شيئا فأنشد (مالي وما لك قد كلفني شططا * حمل السلاح وقول الدارعين قف) (أمن رجال المنايا خلتني رجلا * أمسي وأصبح مشتاقا إلى التلف) (تمشي المنايا إلى غيري فأكرهها * فكيف امشي إليها بارزالكتف) (ظننت أن نزال القرن من خلقي * أو أن قلبي في جنبي أبي دلف) فبلغ خبره أبا دلف فوجه إليه ألف دينار وكان أبو دلف لكثرة عطائه قد ركبته الديون واشتهر ذلك عنه فدخل عليه بعضهم وأنشده (أيا رب المنائح والعطايا * ويا طلق المحيا واليدين) (لقد خبرت أن عليك دينا * فزد في رقم دينك واقض ديني)
(٧٥)