المذكور واشتهرت فبلغ خبرها الوزير شرف الدين أبا نصر أنو شروان ابن خالد بن محمد القاشاني وزير الإمام المسترشد بالله فلما وقف عليها أعجبته وأشار على والدي أن يضم إليها غيرها فأتمها خمسين مقامة وإلى الوزير المذكور أشار الحريري في خطبة المقامات بقوله فأشار من إشارته حكم وطاعته غنم إلى أن أنشيء مقامات أتلو فيها تلو البديع وإن لم يدرك الظالع شأو الضليع هكذا وجدته في عدة تواريخ ثم رأيت في بعض شهور سنة ست وخمسين وستمائة بالقاهرة المحروسة نسخة مقامات وجميعها بخط مصنفها الحريري وقد كتب بخطه أيضا على ظهرها إنه صنفها للوزير جلال الدين عميد الدولة أبي علي الحسن بن أبي العز علي بن صدقة وزير المسترشد أيضا ولا شك أن هذا أصح من الرواية الأولى لكونه بخط المصنف وتوفي الوزير المذكور في رجب سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة فهذا كان مستنده في نسبتها إلى أبي زيد السروجي وذكر القاضي الأكرم جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف الشيباني القفطي وزير حلب في كتابه الذي سماه إنباه الرواة على أنباه الرواة على أنباه النحاة أن أبا زيد المذكور اسمه المطهر بن سلار وكان بصريا نحويا لغويا صحب الحريري المذكور واشتغل عليه بالبصرة وتخرج به وروى عنه القاضي أبو الفتح محمد بن أحمد بن المندائي الواسطي ملحة الأعراب للحريري وذكر أنه سمعها منه عن الحريري وقال قدم علينا واسط في سنة ثمان
(٦٤)