وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان - ابن خلكان - ج ٤ - الصفحة ٦٧
(فاختر لنفسك غيري إنني رجل * مثل المعيدي فاسمع بي ولا ترني) فخجل الرجل منه وانصرف وكانت ولادة الحريري في سنة ست وأربعين وأربعمائة وتوفي سنة ست عشرة وقيل خمس عشرة وخمسمائة بالبصرة في سكة بني حرام وخلف ولدين وقال أبو منصور الجواليقي أجازني المقامات نجم الدين عبد الله وقاضي قضاة البصرة ضياء الإسلام عبيد الله عن أبيهما منشئها ونسبته بالحرامي إلى هذه السكة رحمه الله تعالى وهي بفتح الحاء المهملة والراء وبعدها ألف بعده ميم وبنو حرام قبيلة من العرب سكنوا في هذه السكة فنسبت إليهم والحريري نسبة إلى الحرير وعمله أو بيعه والمشان بفتح الميم والشين المعجمة وبعد الألف نون بليدة فوق البصرة كثيرة النخل موصوفة بشدة الوخم وكان أصل الحريري منها ويقال إنه كان له بها ثمانية عشر ألف نخلة وإنه كان من ذوي اليسار 150 والوزير أنو شروان المذكور كان نبيلا فاضلا جليل القدر له تاريخ لطيف سماه صدور زمان الفتور وفتور زمان الصدور ونقل منه العماد الأصبهاني في كتاب نصرة الفترة وعصرة الفطرة الذي ذكر فيه أخبار الدولة السلجوقية نقلا كثيرا وتوفي الوزير المذكور سنة اثنتين وثلاثين وخمسمائة رحمه الله تعالى 151 وأما ابن المندائي المذكور فهو أبو الفتح محمد بن أبي العباس أحمد بن بختيار بن علي بن محمد بن إبراهم بن جعفر الواسطي المعروف بابن المندائي وقد أخذ عنه جماعة من الأعيان كالحافظ أبي بكر الحازمي وغيره وكانت
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»